الأربعاء، 11 أبريل 2012

نزار قباني بين النقد والتأييد



نزار قباني بين النقد والتأييد

دبلوماسي وشاعر عربي, من عائلة  دمشقية عريقة, عشق الفن منذ صغره ليصبح بعدها من أهم الشعراء العرب, وقع بحبه وحب قصائده الملايين,انه شاعر الحب والحرية ,انه نزار قباني. يعتبر أكثر من كتب عن المرأة وتغزل بها فكتب  ''حبيبتي''  '' قالت لي السمراء'' ,'' بعد العاصفة''......,  ولكنه في نفس الوقت صرخ فيها، طالباً منها تكسير قيودها والخروج من قمقمها الذي سجنها فيه الرجل , زرع فيها روح  الثورة لتكسر كل القيود  فـكانت هذه القصائد "ثوري", "أحبك أن تثوري ","ثوري على العادات والوهم الكبير", ''ثوري على شرق''.
تميز  بالتمرد والعصيان  إذ كان باستمرار يصب غضبه على أنظمة الحكم العربية القمعية التي حرمت مواطنها من حرية الرأي والتعبير وتركتهم يعيشون في فقر مدقع. وظل رافضاً أن يعلن ولاءه لأحد سوى أبناء شعبه  فكانت هذه القصيدة خير دليل '' هجم النفط مثل ذئب علينا'' . كما تميز بالنقد  السياسي القوي , من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" .
نزار تكلم عن الحب  والحرية , عن الامال والاحلام, عن احزان الشعب والوطن  فأسر قلوبهم وعقولهم , ونالت قصائده  اعجاب الملايين. ولكن هناك  في بعض قصائده ما يجعل العديد ايضا ينفرون منه ومن قصائده حيث أن هناك تطاول على الله وملائكته , تطاول على الدين واستهزاء به, وهذا  ما يرفضه  الكثيرين وخاصةً المسلمين والمؤمنين. من صور التطاول والاستهزاء بالله ادعاؤه بأنَّ الله تعالى قد مات وأن الأصنام والأنصاب قد عادت، فيقول :
(من أين يأتي الشعر يا قرطاجة.. والله مات وعادت الأنصاب).
 كما يقول نزار قباني بأن بلاده قد قتلت الله عز وجل فيقول:  (بلادي ترفض الـحُبّا , بلادي تقتل الرب الذي أهدى لها الخصبا وحوّل صخرها ذهبا وغطى أرضها عشبا..  بلادي لم يزرها الرب منذ اغتالت الربا..) .
  ويذكر نزار قباني بأن الله تعالى قد مات مشنوقاً على باب المدينة، وأن الصلوات لا قيمة لها،  الإيمان والكفر لا قيمة لهما فيقول في مجموعة (لا) في (دفاتر فلسطينية (
 (أطلق على الماضي الرصاص..  كن المسدس والجريمة..  من بعد موت الله، مشنوقاً، على باب المدينة.  لم تبق للصلوات قيمة..  لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة..

وتمادى نزار قباني  حين  نسب للواحد القهار  الحبيبة تعالى ربنا وتقدس، وحين  زعم أن الملائكة تتحرر في السماء لتمارس  الحب فيقول (لأنني أحبكِ، يحدث شيءٌ غير عادي، في تقاليد السماء، يصبح الملائكة أحراراً في ممارسة الحب، ويتزوج الله حبيبته).
ولقد اعطى نزار الله  سبحانه تعالى صفات بشرية  كالنسيان والبكاء  وهذا شيء مرفوض ويعتبر كفرا (فلا تسافري مرةً أخرى , لأن الله منذ رحلتِ دخل في نوبة بكاء عصبية  وأضرب عن الطعام(
( لماذا نكتب الشعر وقد نسي الله  الكلام العربي.)
كما شبه الله تعالى شأنه بزعيم المافيا  ( قلت لنفسي وأنا أواجه البنادق الروسية المخرطشة واعجبي ... واعجبي... هل اصبح الله زعيما المافيا ؟؟
  استهزاء و تطاول  نزار قباني على الله عز وجل ،إذا كان مقصودا أو غير مقصود ، أمر مرفوض كليا في مجتمعنا العربي والاسلامي, ولا يعني  نجاحه وابداعه أن يتمادى على الله سبحانه وتعالى دون أن يلقى أي لوم من محبيه , فـنجاحه ابدا لا يخوله أن يتمادى  ليخترق القوانين والأعراف الدينية والسماوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق