السبت، 14 أبريل 2012

“Le Mall” لمن؟!!


"لومول" يضيء سماء صيدا
مركز تجاري ضخم،معلم اقتصادي وسياحي راقي وهام،يضم عشرات المؤسسات التجارية المختلفة التي تحمل  ماركات عالمية ومشهورة، إنه المول،ولكن هذه المرة ليس في بيروت بل في صيدا. البسها وجها حضاريا وجعلها نقطة جذب. لكن مول صيدا نقطة جذب لمن تحديدا؟!
المول واسعاره المرتفعة...
في ظل الاوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة،وتحت وطأة الغلاء القاهر،بات الهم الوحيد لدى المواطن اللبناني هو كيفية تأمين لقمة عيشه وحاجاته الأساسية،وليس من أي مكان بل من الاسواق التجارية الشعبية لانها الارخص أسعارا.
يقول ابو حسن وهو أحد رواد السوق الشعبية "السوق هو المفضل لدي ولدى العديد من الناس لانه ارخص أسعارا"
تضم المراكز التجارية الكبرى المول" محلات تجارية لوكلاء لاهم الماركات العالمية في مجال صناعة الالبسة والازياء والاحذية والمجوهرات والاكسسوار. نذكر بعضا منها:
”Zara”,”Zougaib” ,”Moustache”,”Big Star” “Kathy Van”,”Promod”

الماركات العالمية الموجودة في المول
وترافق هذه الماركات العالمية الراقية اسعار مرتفعة لا يستطيع المواطن العادي في ظل الغلاء المعيشي تحملها .
أما أصحاب الطبقات الغنية والميسورة وهواة التسوق  وعشاق الموضة والترفيه فلا ضير عليهم من النزول إلى المول واقتناء كل احتياجاتهم من الماركات العالمية التي  يرغبون ويستهون.
هدى موظفة في احدى المدارس الرسمية تقول "لكل مكان رواده وطبقاته الاجتماعية،وكوني من أصحاب الدخل المتوسط  فهذا  المول بالنسبة لي ليس المكان الأفضل لابتياع حاجاتي ".
 وتضيف زميلتها ربى "حتى لو استطعت ان اشتري من المول فلن  اقدر  أن ابتاع أكثر من سلعة أو سلعتين فأنا من عائلة متواضعة ولا استتطيع  تلبية كل احتياجاتي من المول،فالاسعار باهظة والميزانية  لا تسمح “.
تخفيضات وهمية!!
يقوم أصحاب المول من حين إلى آخر بتخفيض اسعار السلع والمنتجات لعلهم  يقصدون من خلال إتباع هذه  السياسة مراعاة  الطبقات الأخرى التي لا تستطيع  التسوق في الايام العادية وتنتظر العروضات والتخفيضات .

التخفيضات في المول
ولكن هل هذه السلع مخفضة فعلا عن سعرها الأساسي ؟وهل التخفيضات لكل السلع  كما هو في الاعلان ؟ام المسألة خداع  ولعب واستغفال؟!!
حول هذا الموضوع ، ترد ام مجد وهي زائرة للمول " هذه  تخفيضات توهم المستهلك  بان صاحب المحل لديه تخفيضات كبرى مقارنة مع الأسواق والمحال الأخر،ولكن في الواقع انها تنزيلات غير حقيقية ".
وتضيف أخرىتجذبنا  التخفيضات  وندخل المحل لندرك حينها ان التخفيض على عدد قليل من السلع والبقية بسعرها الأصلي أو تزيد .
وتؤكد أم عامر وهي موظفة سابقة تملك خبرة  في سياسات السوق المعتمدة  أن هناك بعض  المحال تقوم بـمضاعفة الاسعار قبل الإعلان عن التنزيلات لكي تقوم بعدها  بـشطب السعر الجديد ليعود الى ما كان عليه في الأصل،وبهذه الطريقة لا تخسر هذه  المحلات من جراء التخفيضات انما تزيد أرباحها .
متسكعو المول...
تراهم  يتسكعون في المول ويحدثون ازدحاما داخله ، يستهويهم التجول فيه دون قصد الشراء فاسعار المول  تتخطى ميزانيتهم وتجعلهم يكتفون بـالتجول والنظر .
بسخرية واضحة تقول أم عادل " نيالنا صارعندنا مولين بـصيدا بس أكيد للاغنياء ,ولا أحد يسأل عن هالفقراء الذين لا يقدرون الا ان يتفرجوا في المول ولا يسعهم شراء شيء نيالنا ".
 وتضيف تهاني : "أنا اتي الى المول في  المناسبات والاعياد لانها  تكون بـأبهى زينة ،لكن ليس بـهدف الشراء فالاسعار مرتفعة جدا انما  اتي لالتقط لنفسي ولاصدقائي بعض الصور الجميلة  وبعدها نرحل “.

            370,000 L.L فقط لا غير
نظرات من خلف  الزجاج  لا  اكثر
   


نقطة ايجابية :
المول مركز استقطاب لهواة التسوق وعشاق  الموضة والترفيه ، ولكن في  لبنان وفي ظل الوضع المعيشي الصعب ليس كل من يعشق شيئا ويتمناه يحصل عليه .
لأن الغلاء الكاوي يكبت كل الرغبات تجاه التسوق والترفيه في المول،ويجعل المواطن يحول نظره عنها ليكتفي بإشباع حاجته المعيشية من الاسواق الشعبية المحلية .
لكن على الرغم من أن وجود المول مثل عدمه من جهة التسوق بـالنسبة للمواطن العادي ماديا،ألا انه لا يمكننا ان ننكر انه اضاف إلى صيدا وجها حضاريا راقيا وجعلها  نقطة جذب واستقطاب للعديد من الناس من جهة وامن فرص عمل لبعض المواطنين.
 ومن يدري،قد يكون هذا المول نقطة تحول لصيدا كلها وبداية خير لولادة استثمارات جديدة .

هناك تعليق واحد:

  1. وصفتي حال المول تماما مثل ما يراه الكثيرين,

    ردحذف